
سعاد زيتوني لبرلمانية الفرنسية من أصول جزائرية، والتي توصف بالمدافعة عن المسلمين، وواحد من النواب القلائل في صوف الأغلبية الحاكمة الذين يدافعون بقوة عن حقوق الجالية المسلمة في فرنسا.
ونشرت موقع فيزا الجزائر “visa-Algérie” بروفايلاً للنائبة في البرلمان الفرنسي سعاد زيتوني، التي كثيرا ما تتعرض للانتقاد، ولا تحظى سوى بمساحة ضيقة للتعبير عن نفسها ومواقفها.
وسعاد زيتوني، المولودة في الجزائر عام 1974، قبل أن تغادر مع عائلتها لفرنسا وهي في الرابعة من العمر، وعلى الرغم من قصر المسيرة السياسية إلا أنها لا تتردد في الدفاع عن آرائها، حتى لو كان ذلك يحدث ضجة في البرلمان. وتقول سعاد زيتوني إنها سئمت مما سمّته “محاكمة الإسلام” الجارية في فرنسا وتعتزم التنديد بذلك بصوت عالٍ وواضح.
وأضحت أن هذه البرلمانية عن “فوكلوز” في منطقة “كوت دازور” بجنوب فرنسا، تتصدر عناوين الصحف الفرنسية بسبب مواقفها المتعلقة بمشروع القانون الحكومي ضد “الانفصالية الإسلاموية” الذي تجري مناقشته حاليا في الجمعية الوطنية، ويهدف إلى وضع تدابير لمحاربة “التطرف الإسلاموي”.
"J'ai l'impression d'être depuis tout à l'heure devant un tribunal, le tribunal contre l'islam et les musulmans", regrette Souad Zitouni (LaREM).#DirectAN #PJLPrincipesRépublicains #PJLSéparatisme pic.twitter.com/rYmxFDTAKX
— LCP (@LCP) February 3, 2021
وأكد الموقع أن النقاشات حول مشروع القانون هذا ما فتئت تخرج عن نطاقها لتتخذ أبعادا أخرى. ففي الوقت الذي يفترض أن يكون فيه التركيز على مكافحة التطرف الإسلاموي، فإن العديد من النواب الفرنسيين يصبون غضبهم وتركيزهم على المحجبات في فرنسا، ويريدون بكل الطرق منع ارتداء الحجاب في الجامعات والمدارس.
هذا “الهوس” في السياسة الفرنسية، أثار حفيظة سعاد زيتوني التي عبرت عن انزعاجها من الأمر بشكل علني خلال جلسة النقاشات حول هذا القانون. وترى النائبة الفرنسية من أصول جزائرية أن فرنسا تقود جبهة معارضة ضد الإسلام عامة والمسلمين دون تمييز. وقالت في كلمتها داخل الجمعية الوطنية وبنبرة غاضبة: “أحضر اليوم محاكمة ضد الإسلام والمسلمين”. وطالبت النائبة تعليق النقاش والتوقف عن التعدي على حرية المرأة المسلمة، مؤكدة على أن المسلمات لسن خاضعات أو “راشدات عاجزات”.
Comme la plupart de mes collègues #LREM, et confirmant la position du #gouvernement, nous avons voté contre le principe de #neutralité appliqué aux collaborateurs occasionnels du service public. @LaREM_AN https://t.co/UjEpfHZUVN
— ZITOUNI Souad (@ZITOUNISouad3) February 4, 2021
كما تطرقت سعاد زيتوني إلى تجربتها كمحامية مؤكدة على أنها تدافع غالبا عن مسلمات تردن الطلاق لأنهن يرغبن في ارتداء الحجاب، بينما يرفض أزواجهن ذلك.
وأيضا، ذكرت النائبة في البرلمان الفرنسي أن “العيش معًا ليس العيش معًا”، وأنه قد حان الوقت لقبول حرية المسلمين في العبادة.
تقول سعاد زيتوني إنها لا تستطيع تصور فرنسا يراد فيها أن يكون المجتمع متجانسا ويوضع داخل قالب واحد، رغم الفوارق والتنوع الذي يزخر به، باعتبار أن هذه الشابة ذات الثقافات المتعددة نشأت في قلب بيئة عالمية.
ويشير الموقع إلى أن سعاد زيتوني ولدت في الجزائر في عائلة متواضعة ثم سافرت إلى فرنسا مع أبويها حين كانت تبلغ من العمر أربعة أعوام، وقضت طفولتها في مرسيليا التي درست فيها الحقوق وتجاوزت كل العراقيل التي واجهتها في حياتها، لتصبح اليوم محامية ونائبة في البرلمان الفرنسي عن حزب الرئيس إيمانويل ماكرون “الجمهورية إلى الأمام” منذ العام الماضي.
وعلى الرغم من مسيرتها السياسية المتواضعة تحاول سعاد زيتوني الدفاع عن الأشخاص الذين يعجزون عن الدفاع عن أنفسهم، وذلك من خلال نشاطها الحثيث في النقاشات داخل الجمعية الوطنية، وعلى الميدان أيضا من خلال توفير منصة للمسلمين للتعبير عن آرائهم. ولكن أيضا وقعت مع نواب من حزب الجمهورية إلى الأمام، على عريضة الهدف منها منع الانزلاقات في النقاشات حول العلمانية ووضع حد للمضايقات ضد النساء المحجبات.